البنكرياس

يقع البنكرياس في وسط البطن، خلف المعدة، له رأس عريض مرتبط بالاثني عشر، وذيل رفيع مرتبط بالطحال

البنكرياس عضو حيويّ بسبب وظائفه العديدة، بما في ذلك إفراز الهرمونات في الدم التي تنظّم عملية التمثيل الغذائيّ للسّكريات والبروتينات والدهون (بشكل أساسي الأنسولين و الجلوكاجون )، بالإضافة إلى إفراز الإنزيمات التي تساعد على تكسير الكربوهيدرات و الدهون والبروتينات والأحماض في الاثني عشر.

يرتبط البنكرياس بالعديد من الأمراض بما في ذلك أمراض خَلقيّة غير شائعة، مثل التشوهات الخَلْقية، وقصور البنكرياس الخارجيّ ( إذ لا يستطيع البنكرياس إنتاج الإنزيمات التي تهضم الطعام الذي نتناوله )، والأمراض المكتسبة بما في ذلك التهاب البنكرياس و أورام البنكرياس وداء السكريّ .

   مرض السكريّ هو أكثر أمراض البنكرياس شيوعاً، و يعدّ أيضاً مرضاً استقلابياً، فهو اضطراب في وظيفة الأنسولين، والمؤشر الوحيد لعملية زرع البنكرياس. ومرض السّكريّ له أنواع عديدة : فالنوع الأول يظهر على أنه نقص في إنتاج الأنسولين، عادة ما يصيب الشباب، و يرتبط بأمراض المناعة الذاتيّة.

   أمّا النوع الثاني الذي ينتشر بين أكثر من 90% من مرضى السكريّ، فإنه يؤثر في كبار السّن، ويرتبط بالسمنة، والتاريخ العائليّ، ويتميز بمقاومة الأنسولين، والمشكلة الوحيدة لمرض السكري هي تأثيره على الأعضاء الأخرى بما في ذلك العين، والكُلى، والقلب، والأعصاب. وتشمل الأنواع الأخرى سكريّ الحمل، و سكريّ بسبب تلف البنكرياس، الذي سيكون له أعراض متشابهة، ولكنّها تختلف في العرض السريريّ وليست مؤشرات لزراعة البنكرياس .

العطاش( نفسي المنشأ )، والتبوّل، وفقدان الوزن، والتبوّل الليليّ، والتّعب، والجوع ،والعطش هي الأعراض الكلاسيكيّة لمرض السكريّ غير المنضبط، إلى جانب تلف الكُلى، وتلف الأعصاب ومشكلات العين، التي تظهر على شكل أعراض مثل: عدم وضوح الرؤية ، والصداع ، و ضيق التّنفس ، والبول الرغويّ ، و الإحساس بحرق الأطراف السفليّة،

والدوخة، والرعشة، و الجوع، والتّعرق هي علامات على انخفاض نسبة السكر في الدّم،  التي ترتبط بشكل أساسي بأخذ الأنسولين؛ لتصحيح مستويات السّكر في  الدم، وتُعدّ مستويات السّكر المنخفضة المتكرّرة مؤشرات لزراعة البنكرياس .

بالإضافة إلى الأعراض المذكورة أعلاه ، يعاني العديد من مرضى السكريّ أيضاً من حقن الأنسولين اليوميّة المؤلمة تحت الجلد، التي لا تكون مؤلمة فقط، بل تسبب تهيجاً موضعيّاً للجلد، كما أنّها تختلف في وتيرتها وفق نظام الدواء، وهذا يقيّد النشاط ، وبخاصة أن الأنسولين يجب أن يبقى تحت الجلد 2-8 درجة مئوية، ومحميّة من الضوء ، و أيّ تغيّر في خصائص الأنسولين قد يجعله عديم الفائدة .

   بالإضافة إلى العديد من مضاعفات مرض السكريّ، التي قد تؤدي إلى العمى وبتر الأطراف والفشل الكلويّ وفشل القلب. ( الحياة مع الفشل الكلوي / الحياة مع فشل القلب) لمزيد من المعلومات.

   يجب أن يتّبع مرضى السكر نظامًا غذائيًا خاصًا يتمّ مراقبته من قبل أخصائي التغذية ، وهذا ينطبق بخاصّة على النوع 1 DM ، الذي يتعيّن عليه حساب الكمية الدقيقة من السعرات الحراريّة التي يأخذونها، وقياس الأنسولين اللازم لكل وجبة لتحقيق استجابة الأنسولين المناسبة.

يتمّ إجراء زراعة البنكرياس في الغالب للأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكري، وأقل في النوع الثاني للمرضى المعتمدين على الأنسولين، وعادة ما تشمل زراعة البنكرياس والكُلى، ولكن يمكن إجراء عملية زرع بنكرياس واحدة على الرغم من أنه في كثير من الأحيان أقل، ويتمّ إجراء زرع مزدوج للمرضى الذين يعانون من تدهور وظائف الكُلى.

   والشرط الأساسي لعملية زرع البنكرياس هو وجود فرط الجلوكوز، وصعوبة التّحكم في مستويات الجلوكوز زيادة ونقصاناً، وتشمل العوامل المهمة الأخرى صغر السّن ، وانخفاض وظائف الكُلى المتبقية ، والسّمنة (BMI) ، وزيادة متطلبات الأنسولين ، وتعاطي التبغ .

  وإذا أظهر التقييم الأولي عدم وجود تشوهات، فسيتم طلب المزيد من الاختبارات المتخصصة والاستشارات؛ لتحديد أيّة أمراض خفية قد تؤدي إلى تعقيد عملية الزرع ، ويمكن العثور على معلومات إضافية بشأن هذه الاختبارات في الصفحة العامة (انظر المتطلبات الأساسيّة العامة).

زراعة البنكرياس إجراء جراحي لوضع بنكرياس سليم من متبرّع متوفى في شخص لم يعدّ البنكرياس يعمل بشكل صحيح في الغالب من النوع الأول من السكري، وغالبًا ما يتم إجراء زراعة البنكرياس جنبًا إلى جنب مع زراعة الكُلى في الأشخاص الذين تضررت كليتهم بسبب مرض السكريّ ، ولكن يمكن أيضًا إجراؤها بمفردها دون كُلية، ولكنها أقل شيوعًا.

   يمكن لعملية زرع البنكرياس استعادة إنتاج الأنسولين الداخليّ، وتحسين السيطرة على نسبة السّكر في الدم لدى مرضى السكريّ ، وتقليل الحاجة إلى الأنسولين والأدوية الأخرى المضادة لمرض السكر.

   إنّ النظرة المستقبليّة طويلة المدى للأشخاص الذين يخضعون لعملية زرع البنكرياس جيدة جدًا، فالأشخاص الذين يتلقون عمليات زرع الكُلى والبنكرياس في وقت واحد يميلون أيضًا إلى أن يكون لديهم فرصة أقل للرفض مع فرصة 80 إلى 85٪؛ لأنّ المريض لن يحتاج إلى الأنسولين ولا غسيل الكلى لمدة عام واحد، بالإضافة إلى ذلك ، هناك فرصة بنسبة 70٪ لاستمرار هذا النجاح على مدى السنوات الخمس التالية، وتعتمد النتيجة الإيجابية على المدى الطويل على عدة عوامل بما في ذلك التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم.

   تتطلب زراعة البنكرياس العديد من الأدوية المثبّتة للمناعة مدى الحياة لمنع الرفض، وقد يكون لهذه الأدوية آثار جانبية تختلف في شدتها ، كما أنّ العديد من هذه الأدوية تحتاج إلى مراقبة مستمرّة من خلال الاختبارات العمليّة.

تمّ إجراء أول عملية زرع للبنكرياس في عام 1966 في الولايات المتحدة الأمريكية، وأنشأت العديد من البلدان المحيطة برامج زراعة البنكرياس، وقد بدأت المملكة العربيّة السعوديّة في زراعة البنكرياس، وتم الإبلاغ عن 8 عمليات زرع بنكرياس بين 2012-2014، وزادت إلى 37 في 2015-2017. بالإضافة إلى ذلك، بدأت الكويت زراعة البنكرياس في وقت مبكر من عام 2012، ومؤخراً كانت هناك أول عملية زرع بنكرياس في الإمارات العربية المتحدة في عام 2020، ولسوء الحظ ، لا يوجد برنامج رسمي لزراعة البنكرياس في الأردن، ولا توجد إحصاءات متاحة عن عدد عمليات الزرع.