القلب

يقدر حجم القلب تقريباً بحجم قبضة اليد، وعادة ما يكون موقعه في منتصف الصدر قريباً الى الجهة اليسرى.
ويتميز بتركيبة عضليّة قويّة، ويتكون من أربع حجرات، و يعدّ ركيزة جهازك الوعائيّ.

 الأهميّة والوظيفة

يُنظر إلى القلب كمضخة الدم للجسم، إذ يقوم بإيصال الأوكسجين والأغذية إلى بقية أجزاء الجسم، كما أنّه المسؤول عن إمكانية عمل الدم كوسيط لنقل الهرمونات والمواد من جزءٍ لآخر.

تلك ليست وظائف القلب الوحيدة، إذ يقوم أيضاً بإنتاج بعض الموادّ، كما أنّه أحد الأعضاء المسؤولة عن تنظيم ضغط دمك.

 أمراض القلب

  • توجد أمراض عديدة للقلب تتضمن هذه القائمة بعضاً منها:
  • الأمراض الوعائيّة مثل أمراض الشرايين التاجيّة.
  • اختلالات في انتظام نبضات القلب.
  • اختلالات خَلقيّة في القلب منذ الولادة.
  • أمراض صمامات القلب.
  • أمراض في عضلة القلب.
  • عدوى القلب.فأيّ من هذه الأمراض يزيد احتمالية فشل عمل القلب؟

 علامات تحذيرية

عندما تتراجع قدرة القلب على ضخ الدم، تميل السوائل إلى التراكم في أجزاء مختلفة من الجسم، و مع أن أعراض فشل القلب تتنوّع إلا أن أكثرها شيوعاً: عدم القدرة على بذل مجهود بدني أو التمرن، وقصور في النَفَس، وخسارة الوزن دون تخطيط، وانتفاخ في أجزاء من الجسم كالقدمين و اليدين، و خفقان متكرر و الاغماء.

 الحياة مع مرض فشل القلب

عادة ما يعاني الأشخاص المصابين بفشل في القلب بعدم حصول الجسم على ما يحتاجه عند القيام بأيّ نشاط مثل: ركوب الحافلة، وممارسة التمارين، أو أيّة نشاطات مهما كانت روتينية، ومع تقدم سوء الحالة يبدأ المريض بالشعور بانقطاع النّفس، وارتباك وتعب شديد من أصغر المهام، وحتى أثناء الراحة، يميل المرضى للشعور بالتقيّد، وتتباطأ حركتهم و وتيرة قيامهم بالمهام في مختلف مجالات حياتهم، لذا تبدو حاجة المريض لعدد كبير من الأدوية لتخفيف الأعراض و رفع مستوى التحسّن ضروريّة.

مع ذلك فإن المرضى يصبحون أسوأ مع الوقت، وغالباً ما يتم إدخالهم للمستشفى بوتيرة أكبر،  ففكرة وجود المريض بسبب فشل القلب بحد ذاتها تعكس مدى سوء حالة المرضى و معاناتهم وتراجع جودة حياتهم، و احتمالية وفاتهم تصبح أعلى من بقية المرضى والمواطنين، بالرغم من التطوّر الكبير في المجال الطبيّ.

 المتطلبات الأساسيّة لزراعة القلب

زراعة القلب هي العلاج الأفضل لكثير من المرضى الذين يعانون من حالة متقدمة من فشل القلب، إذ لايزالون يعانون من الأعراض حتى بوجود الحد الاقصى من العناية الطبية، والهدف الأساسي من زراعة القلب هي زيادة فرص النّجاة، و تحسين جودة حياة المريض.

للأسف لم يصل عدد المتبرعين إلى العدد الكافيّ مع ازدياد عدد المرشّحين للزراعة، فأكثر من 5000 عملية زراعة قلب تتمّ كلّ سنة حول العالم، ومع ذلك فقد تم تقدير حوالي 50000 مرشح لزراعة قلب، وهذا النّقص الشديد في توفر عضو القلب يشترط – وبشدة – تحديد من له الأولوية بعملية الزراعة.

لتتم عملية اختيار المريض المناسب والأحق، يجب الأخذ بالاعتبار بعض الشروط :

  • معاناته من فشل قلب متقدم لم يتجاوب مع أيّ من أنواع العلاج المتوافر.
  • عدم مصاحبة هذا المرض مع حالة مرضية أخرى مثل ورم أو عدوى.
  • موافقة المريض على عدم التدخين، أو شرب الكحول، أو أدوية قد تسبب الإدمان، إذ إن القيام بأيّ منها قد يؤذي القلب المتبرَع به.
  • الموافقة على الالتزام بالأدوية لمدى الحياة بعد القيام بالجراحة.

 ماذا يحدث بعد العملية؟

بعد العملية الجراحيّة، يبقى معظم الناس في المستشفى لبضعة أسابيع قبل العودة إلى البيت، وفي المستشفى والمنزل، سيقوم أطباؤك بمراقبتك وإجراء الفحوصات للتأكد من أن قلبك الجديد يعمل بشكل صحيح.

بعد زراعة القلب، سيستمر الأطباء في إجراء الفحوصات والاختبارات المنتظمة على قلبك، وقد يحتاج الأشخاص الذين خضعوا لعملية زرع قلب إلى رؤية أطبائهم بانتظام وتناول الأدوية لبقية حياتهم. وتشمل هذه الأدوية “الأدوية المضادة للرفض المناعيّ”، التي تساعد جهاز مكافحة العدوى في الجسم (يسمى “جهاز المناعة”) على قبول القلب الجديد، وعادةً ما يساعد الجهاز المناعيّ الأشخاص على البقاء بصحة جيّدة من خلال مهاجمة الأجسام الموجودة في الجسم، التي تأتي من الخارج (“الأجسام الغريبة”)، وتساعد الأدوية المضادة للرفض المناعيّ على منع الجسم من مهاجمة القلب الجديد.

وللوقوف على حالات الرفض والعدوى والمضاعفات المحتملة الأخرى في أسرع وقت ممكن، يكون لدى مرضى الزراعة مواعيد متابعة متكررة مع فريق رعايتهم، إلى جانب الفحص السريري، وتشمل تلك المواعيد فحوصات الدم للتّحقق من وجود عدوى، وتتبّع مدى نجاح الأدوية المضادة للرفض المناعيّ.

ويحتاج متلقو زراعة القلب إلى خزعات القلب بانتظام بعد عملية الزرع؛ للتّحقّق إن كان هناك رفض مناعيّ، ويتضمن الإجراء إزالة قطعة صغيرة من نسيج القلب للفحص، ويتمّ إجراء خزعات القلب بشكل متكرر في الأشهر التي تتبع العملية، وتقل الحاجة لعمل خزعة للقلب مع مرور الوقت، وبعد ثلاث سنوات، عادةً لا تكون الخزعات الروتينيّة ضروريّة.

ويعتمد متوسط ​​العمر المتوقع بعد زراعة القلب إلى حدّ كبير على الحالة الطبيّة للشخص وعمره، وبعامة ، تشير الإحصاءات إلى أنّه من بين جميع الأشخاص الذين خضعوا لعملية زراعة القلب ، فإن نصفهم يبقون على قيد الحياة بعد 11 عامًا بعد عملية الزراعة، ومن بين أولئك الذين بقوا على قيد الحياة في السنة الأولى بعد الزراعة، فإنّ نصفهم يبقون على قيد الحياة لـ 13.5 سنة من زراعة القلب.

 الحياة بعد زراعة القلب

القلب الجديد هو هدية يجب الاهتمام بها، وقد تحتاج إلى إجراء تغييرات في نمط الحياة لتقديم أفضل رعاية لقلب المتبرع، وتعدّ التمارين الروتينيّة، والنّظام الغذائي السليم، وتجنّب التدخين والكحول والمواد الكيميائية المحفّزة، ضرورية لمساعدتك على الاستمتاع بفوائد قلبك الجديد لفترة طويلة.

على وجه الخصوص ، يجب عليك:

  • الوصول إلى وزن صحيّ والمحافظة عليه.
  • الحدّ من السّكر والحلويات المركّزة.
  • تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الصوديوم و الدهون المشبعة

ومن المهم جدا أيضا الحفاظ على صحة نفسيّة جيّدة، إذ قد يعاني بعض المرضى الذين خضعوا لعملية زرع قلب من مجموعة من المشاعر بعد الجراحة – بما في ذلك الخوف والاكتئاب والقلق.

قد يوصي طبيبك بأن تجعل التمارين الرياضية و النشاط البدني جزءًا منتظمًا من جياتك ضمن برنامج تأهيل القلب اذ يؤدي إلى تتحسين صحتك الجسدية و العقلية.

 تاريخ زراعة القلب

  • أجرى كريستيان بارنارد مع فريقه أول عملية زراعة قلب من إنسان إلى إنسان في العالم في 3 ديسمبر 1967.
  • تمّ إجراء أول عملية زراعة قلب في الشرق الأوسط في معهد الملكة علياء للقلب في عمان-الأردن، من قبل الدكتور داود حنانيا في 9 أغسطس 1985 (في ذلك الوقت كان الأردن البلد الثامن في العالم لإجراء عمليات زراعة القلب) ، وعاش المريض لمدة سبع سنوات.
  • أجرى الدكتور بسام العكاشة أول عملية زراعة قلب ورئة في الأردن في مارس 1998 لفتاة أردنية ذات 16 عامًا.