ما هي زراعة الأعضاء؟
هي عملية إزالة عضو أو نسيج من شخص (المتبرع بالعضو)، ونقله إلى شخص آخر (مستقبل العضو) بهدف استبدال العضو التالف أو الناقص في جسد المستقبل، ويتم اللجوء الى زراعة الأعضاء في حال فشل العضو لدى المريض، الذي قد يحدث بسبب مرض أو إصابة العضو.
زراعة الأعضاء هي إحدى أهم إنجازات الطب الحديث، لكن للأسف، إنّ الحاجة إلى متبرعين بالأعضاء تفوق عدد الأشخاص المتبرعين فعلياً، لذا فإن المريض عادةً ما يضطر إلى الانتظار طويلاً للحصول على العضو، إضافةً إلى ضرورة التوافق المناعيّ بين جسد المستقبل وأنسجة المتبرع، إذ لا يتمّ نقل العضو إلا في حال التوافق المناعيّ التّام بينهما.
يمكن للأشخاص من جميع الأعمار التّبرع بالأعضاء، وقد يكون المتبرعون بالأعضاء أحياء أو متوفين دماغيًا، وفي حالة «تبرّع الشخص الحي»، يبقى المتبرّع على قيد الحياة، ويتبرّع بأنسجة أو خلايا أو سوائل متجدّدة (على سبيل المثال الدم والجلد)، أو يتبرع بعضو أو بجزء منه، إذ يمكن للجزء المتبقي من العضو أن يتجدّد من تلقاء نفسه، أو يضطلع بمهمة العضو الكامل (مثل التبرع بكلية واحدة، والتبرع بجزء من الكبد).
الوفاة الدماغيّة (أيضاً تعرف بوفاة جذع المخ)، وهي عندما لا يكون لدى الشخص الموضوع على أجهزة التنفس الاصطناعي أي وظائف دماغيّة، وهذا يعني أنه لن يستعيد وعيه، ولن يكون قادراً على التنفس دون أجهزة التّنفس الاصطناعيّ.
قد تحدث الوفاة الدماغيّة نتيجة انقطاع التروية الدمويّة أو الأكسجين عن الدماغ، الذي قد يكون ناتجاً من عدة أسباب مثل: التوقف المفاجئ لعضلة القلب، أو النوبة القلبيّة أو السكتة الدماغيّة، أو قد تحدث نتيجة إصابة شديدة للرأس، أو نزيف دماغيّ، أو التهاب في الدّماغ، أو ورم دماغي، ممّا يؤدي الى وفاة جذع المخ، وهو الجزء السفليّ من الدماغ الذي يتصل بالحبل الشوكيّ، وهو مسؤول عن تنظيم معظم وظائف الجسم الأساسيّة للحياة مثل: التّنفس، وضربات القلب، وضغط الدم.
ويقوم جذع المخ أيضاً بإرسال إشارات من الدماغ الى باقي أجزاء الجسم، واستقبال الإشارات القادمة من جميع أجزاء الجسم، إذ يلعب دوراً مهماً في الوظائف الأساسيّة للدماغ مثل: الوعي والإدراك والقدرة الحركيّة.
لذا فإن الشخص المتوفى دماغياً يُعدّ متوفى قانونياً، إذ إنه من المستحيل أن يستعيد وعيه أو قدرته على التّنفس دون أجهزة التّنفس الاصطناعيّ.
عادة ما يكون زرع الأعضاء مطلوبًا للأعضاء التي لا تعمل عند الحد الأدنى، ولا تقوم بوظائفها المعتادة؛ بسبب مجموعة متنوعة من الأمراض، فغالبا ما يقوم العضو التالف بوظائفه لحدّ معين، ما لم يصل إلى مرحلة من الخلل الوظيفيّ وقصور لا تعويضيّ، ممّا يتطلب عملية الزرع، فلكل عضو إرشاداته ومتطلباته الخاصة لتقييم الحاجة للزراعة.
من الضروري أن تتطابق مجموعة محدّدة من الجينات بين المتبرع والمتلقي، ويعود السبب أن الجهاز المناعيّ في المتلقي قد يتعامل مع العضو كعنصر غريب ويهاجمه، ممّا يؤدي إلى تلف العملية وفشلها ، وبهذا الإجراء ينخفض معدل رفض العضو إلى أدنى مستوى ممكن، وعادة ما تكون أفضل نتيجة عندما يتم التبرع من توأم متطابق، إذ إن التوائم لديهم مجموعات الجينات نفسها.
لا يمكن إجراء عمليات الزرع من متبرع حيّ إلا إذا كان كلّ من المتبرع والمتلقي قادرَين على تحمل الإجراء الجراحيّ، وإذا لم يكن الأمر كذلك ، فلا يمكن إجراء عملية الزرع قطعاً.
يمكن التّبرع ببعض الأعضاء من متبرعين أحياء مثل الكُلى، أو أجزاء أصغر من الأمعاء والكبد والبنكرياس، ولكن أعضاء مثل القلب والرئتين تشترط من متبرع ناتج من وفاة دماغيّة.
يمكن لأي شخص أن يكون متبرعاً بالأعضاء على الرغم من وجود بعض الاستثناءات بما في ذلك:
- المتبرعون الأحياء الذين لا يحتملون العمليات الجراحيّة.
- التبرع من عضو مصاب بفيروس نقص المناعة البشريّة HIV ، إلى شخص خالٍ من فيروس نقص المناعة البشريّة.
- السرطان النشط في المتبرع أو المتلقي.
- التهابات شديدة.
هناك مجموعة واسعة من العوامل التي تؤثر في أهلية الخضوع لضغط الإجراءات الجراحية، ويتمّ الحصول على هذه العوامل من الإرشادات المكتسبة من الطب المسنَد بالأدلّة، التي تشمل العمروالأمراض المزمنة والمخاطر العالية للنزيف في أثناء الجراحة، وأكثر من ذلك بكثير.