الكبد
يعدّ الكبد أكبر عضوٍ صلب في جسم الإنسان، إذ يقع في الجزء العلوي الأيمن من البطن تحت القفص الصدريّ، وله العديد من الوظائف المهمّة منها: تنظيم تخثر الدّم، والمحافظة على مستوى السّكر الطبيعيّ في الدّم، وإنتاج العديد من الفيتامينات الرئيسيّة. ويقوم الكبد بتنقية جميع الدم في الجسم وتصفيته من المواد الكميائية الخطرة كالكحول والمخدرات
من خصائص الكبد الحتميّة:
- إنتاج الزلال: والزلال هو بروتين يمنع تسرب السوائل الدمويّة إلى الأنسجة المجاورة، ويقوم بنقل الفيتامينات والإنزيمات والهرمونات في جميع أنحاء الجسد.
- إنتاج العصارة الصفراء التي لها أهمية كبرى في عملية هضم الدهنيّات، وتسهيلها في الأمعاء الدقيقة، وامتصاص فيتامين K الذي ينتج عوامل تخثّر الدم.
- تنظيم مستوى الأحماض الأمينية في الدم، وعملية إنتاجها اللازمة لتركيب البروتينات كافة.
- يقاوم الالتهابات في عملية تصفية الدّم للكائنات الدقيقة المعدية.
- مخزون للعديد من الفيتامينات والمعادن الرئيسيّة كفيتامين A,D,E,K,B12 والحديد والنحاس.
معالجة الجلوكوز: يقوم بتخزين الجلوكوز الزائد على شكل جليكوجين، الذي يستخدم لاستعادة المستوى الطبيعيّ للجلوكوز عند نقصانه.
تنجم أنواع مختلفة من أمراض الكبد عن أسباب مختلفة ومتعدّدة ومنها:
- العدوى الفيروسيّة: التهاب الكبد A,B,C .
- الأمراض المناعيّة: وتشمل مرض الكبد المناعيّ الذاتيّ، والتهاب الأقنية الصفراويّة الأوليّ
- الأمراض الوراثيّة كمرض ويلسون، وداء ترسّب الأصبغة الدمويّة.
- الأورام الحميدة والخبيثة المسرطنة الناجمة عن انقسام الخلايا اللاطبيعيّ.
أمراض تشمّع الكبد الدهنيّة الكحوليّة عند إفراط استهلاك الكحول، وغيرالكحوليّة الناتجة عن السمنة المفرطة، وارتباطها بمرض السكري ومتلازمة الأيض.
ليس من الضرورة أن تسبب أمراض الكبد علامات وأعراض، ولكن عند حدوثها تضمّ:
- الاصفرار.
- ألم وتورّم في البطن.
- تورم في الساقين والكاحلين.
- الحكّة.
- لون بول قاتم وبراز باهت.
- تعب عام ومزمن.
- غثيان وقيء.
- فقدان الشهيّة.
- قابلية للرضوض والنّزيف
يكتشف معظم المرضى إصابتهم عن طريق طبيبهم العام، وعبر فحوصات مخبريّة روتينيّة، ويعدّ تلقي مثل هذا التشخيص مقلقاً ومرعباً للشخص، ومن المؤلم أن بعض هذه التشخيصات الطبيّة تقيّد مشاركة المصاب في الحياة العمليّة والاجتماعيّة، لاعتقادات ومفاهيم مسبقة في مجتمعنا؛ لارتباطها مع استهلاك الكحول، وطريق العدوى للفيروسات.
لقد أثبتت عدّة دراسات وجود ضغط ماديّ عند المصابين بالاعتلال الدماغيّ الكبديّ وسرطان الكبد، لا سيما العبء المادي من التأمين الصحي والرهون العقاريّة ، وهو شيء شائع ولكنّه غير معترف فيه للمرضى ومقدمي الرعاية الصحيّة، وله نتائج سلبيّة وفقًا لأبحاث المراقبة، ولذلك هنالك حاجة ماسّة للتّدخلات التي تهدف الى تقليل الإجهاد والعبء الماديّ عن المصابين بأمراض الكبد المزمنة.
وبالنسبة لقضايا التوظيف والصحة المهنيّة… مثلًا إن كنت تعمل في القطاع الصحيّ، ومصاب بالتهاب كبد وبائيّ، فعليك أن تُعلم ذلك لصاحب العمل، وينطبق ذلك إن كانت أعراضك تزيد خطورة المهمّة الموكلة لك كتفعيل الآلات، وليس من النادر أن نترك وصمة العار والتميّز المرافقة. مرض الكبد المتقدم له آثار سلبية وخمية على جودة حياة الانسان، لدرجة أن المصاب يجد صعوبة في المشي لمسافات قليلة، والشعور بالتّعب الشديد.
هنالك أشخاص يعانون من أمراض الكبد في مراحله الأخيرة، التي لا يمكن علاجها بوسائل أخرى سوى زراعة الكبد، وهنالك العديد من الأمراض المسبّبة وتندرج تحت فئتين رئيسيتين:
1. أمراض الكبد المزمنة: تنتج عن إصابات متكرّرة للكبد عبر السّنين، إذ يحلّ محل الخلايا السليمة نسيج ندبيّ يؤدي الى فشل الكبد وتشمّعه في مرض الكبد الكحوليّ والتهاب الكبد.
2. فشل الكبد الحادّ: مرض غير شائع نتيجة لتعرّض الكبد لإصابة حادة وشديدة، ومن أهم الأسباب أخذ جرعة زائدة من الأدوية أو تناول المواد الضارة، وهؤلاء المرضى لهم أولوية في الزراعة لسرعة تفاقم المرض.
ومن المؤهلات لزراعة الكبد كحد أدنى:
1. ظهور الأعراض السريريّة لسرطان الكبد الأوليّ أو الفشل الكبديّ.
2. التّمتّع بصحة كافية لإجراء العملية.
3. عدم القلق من تعاطي المخدرات أو الكحول في المستقبل.
إنّ العثور على هذه الإجابات ينطوي على العديد من الخطوات، إذ يتمّ تقييم الصحة الجسديّة والعقلية بالإضافة إلى أي اعتماد سابق للمخدرات والكحول بدقة من قبل المتخصصين الطبيين. من الضروري معالجة أيّة حالات خطيرة في البداية، ثم ستتم إضافة المريض إلى قائمة الانتظار الوطنية بمجرد استيفاء الحد الأدنى من متطلبات زراعة الكبد.
عملية جراحيّة لاستبدال كبد سليم بالكبد المريض من شخص آخر كاملةً أو بجزء منه، وفي معظم الأوقات يكون التبرّع من شخص توفي حديثُا. ***، ويمكن أن يكون الشخص المتبرع حيّاَ إن كان من أقربائك، أو شخص غريب يتطابق فئة دمه معك، علمًا أن الكبد يمكنه أن يكمل وظائفه كافة بالرّغم من التبرّع بنصفه.
ما المتوقع بعد الزراعة؟
معظم المتلقين لهم نتائج ناجحة، ولكن فترة التعافي تعتمد على العمر،والصحة العامّة وسلوكات المريض، وليس من النادر أن معظم المتلقين عليهم المواظبة على تناول الأدوية مدى الحياة.
فترة التعافي بعد الجراحة: غالبًا ما يبقى المرضى في المستشفى لمدة 7 إلى 10 أيام تحت مراقبة فريق الزراعة وعنايته؛ بحثًا عن أيّة مؤشرات تدل على وجود مشكلات محتملة، وعند خلوها يمكن للمرضى أن يعودوا لمنزلهم للراحة، قبل أن يتعافوا تمامًا ويستعدوا لاستئناف حياتهم المعتادة، سوف يستغرق الأمر من 3 إلى 6 أشهر.
إن اتخاذ تدابير استباقية للعيش حياة صحيّة هي أعظم استراتيجية للوقاية من أمراض الكبد. ستساعد الاقتراحات الآتية في الحفاظ على وظيفة الكبد الطبيعيّة: – تجنّب العقاقير غير المشروعة: يجب إزالة هذه السّموم عن طريق الكبد، لذا يؤدي استخدام هذه الأدوية إلى ضرر طويل الأمد. – استهلاك معتدل للكحول: الكبد مسؤول عن تكسير الكحول، في حين أنّ الكميات المعتدلة من الكحول لا تضرّ الكبد ، إلا أن الاستهلاك المفرط يمكن أن يحدث ضرراً. – ممارسة الرياضة بشكل منتظم: سوف تساعد ممارسة الرياضة بشكل منتظم على تعزيز الصّحة العامة لجميع الأعضاء ، بما في ذلك الكبد. – تناول الأطعمة الصحيّة: تناول الكثير من الدهون قد يضعف قدرة الكبد على العمل ويسبب مرض الكبد الدهنيّ. – استخدم الحماية عند ممارسة النشاط الجنسيّ؛ للوقاية من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسيّ مثل التهاب الكبد C. – المطاعيم : احصل على اللقاحات اللازمة ضد التهاب الكبد A و B ، وكذلك الأمراض مثل الملاريا والحمى الصفراء التي تتطوّر في الكبد، وبخاصة قبل السفر للأماكن الموبوءة.
تعتمد فرصة نجاح زراعة الكبد والبقاء على قيد الحياة في المدى الطويل على حالة المريض الخاصّة، ويعيش حوالي 75٪ من الأشخاص الذين خضعوا لعملية زراعة الكبد لمدة خمس سنوات على الأقل، وهذا يعني أنه من بين كل 100 شخص خضعوا لعملية زرع كبد لأيّ سبب، سيعيش حوالي 75 شخصًا لمدة خمس سنوات، ويتوفى 25 شخصًا في غضون خمس سنوات. إنّ انتشار جراحات زراعة الكبد في ارتفاع مستمر، فهناك زيادة بأكثر من 50٪ في عدد العمليات في عام 2018 (15 شخصًا خضعوا لعملية زراعة كبد أو جزء من زراعة الكبد في الأردن) مقارنة بـ 7 أشخاص فقط في عام 2017.